روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | كيف تتعاملين مع همومك؟3

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > كيف تتعاملين مع همومك؟3


  كيف تتعاملين مع همومك؟3
     عدد مرات المشاهدة: 2421        عدد مرات الإرسال: 0

[] لا تشتغلي بالتوافه:

إن المتلفِّتة لكل كلمة تُقال لها، أو لكل شبهة تُثار حولها، فإنها بلا شك ستصاب بهمومٍ لا عِداد لها فإليكِ هذه الوصايا..

1= لا تسمعي من حاقد، ولا تهتمي لكلام كاذب أو فاسق أو جاهل، ولكن حاولي أن تتعلمي القوة وأن تحسني الظن وتسامحي وتتجاوزي، وتقبلي النقد البنَّاء والمفيد في الإصلاح، أما كل نقد مغرض يدفعه التشفي والإنتقاص أو الإساءة فارمي به عرض الحائط، وحاولي أن تتجاهليه.

2= لا تتحججي عن كثرة همومك بأن تصفي نفسك أنك ذات مشاعر مرهفة وعواطف جياشة وقلب حسَّاس، ثقي أنه بالرغم من إختلاف طبائع البشر وأساليبهم في التعبير إلا أن الكل منِّا لديه مشاعره وأحاسيسه بل وكرامته ، ولا يرضى أن ُيهان بأي شكل، ولكن هناك أمور لابد من التنازل عنها لأنها مقلقة ولاتجرّ إلا همّاً وغماً، وتعلَّمي من عباد الرحمن صفتهم التي وصفهم بها ربهم من بين جملة صفات عديدة قال تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمَاً} [الفرقان:63] قال ابن كثير في هذه الآية: أي إذا سَفِهَ عليهم الجهَّال بالسيئ لم يقابلوهم عليه بمثله، بل يعفون ويصفحون، ولا يقولون إلا خيراً، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيده شدة الجاهل عليه إلا حلماً...

وقد أورد ابن كثير في تفسيره قصة عن النعمان بن مقرِّن المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبَّ رجلٌ رجلاً عنده،قال: فجعل الرجل المسبوب يقول:عليك السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما إن ملكا بينكما يَذُبُّ عنك، كلما شتمك هذا، قال له: بل أنتَ، وأنت أحق به، وإذا قلتَ له: وعليك السلام، قال: لا، بل عليكَ، وأنت أحقُّ به» إسناده حسن ولم يُخرِّجوه.

واحذري أن تكوني من الذين قال الله فيهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنا بِاللهِ فَإذَا أُوذِيَ في اللهِ جَعَلَ فِتنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ} [العنكبوت:10].

ولكن تنبَّهي أن يصل بك التجاوز إلى حدٍّ ترضين به أن يُهان الدين أو شئ منه أو نبينا أو عرضك أو وطنك أو من لهم الفضل عليك بعد الله كالوالدين،ولكن سددي وقاربي.

3= لا تسعى إلى ما يكون جالباً للهموم من أمور الحياة الدنيا كالنَّظر فيما بأيدي الناس بل تلَفَّتي إلى ما فضَّلك الله به عن كثير من الناس في رزق أو صحة أو ولد أو زوج ليزول عنك القلق والغمّ والهمّ ويزداد سرورك بنعم الله التي رزقك إياها وحرم منها منْ هُمْ فوقك في غيرها.

فإليك ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم».

4= اسألي نفسك لماذا أنت مهمومة؟ هل من أجل بلية إبتليت بها الأمة؟ أم من أجل محارم لله إنتهكت؟ أم من أجل علماء وأولياء لله إستهزئ بهم؟ أم من أجل ذنب أصبت به أم من أجل ماذا؟!

هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو قدوة لكل إنسان لأنه بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده قيل عنه ساحر..ومجنون..وكاهن..وشاعر وهاهو يوضع فوق ظهره سلا الجزور وهو ساجد، هاهو يرمى الشوك في طريقه، وهذا بلال لأنه وحَّد ربه وآمن به يُطرح على بطحاء مكة ويُؤمر بأن يرجع عن دينه فيقول: أحد أحد..، وهذا الإمام أحمد بن حنبل يُسجن لأنه وضَّح الحق ودعا إليه..ويعقوب قال الله في وصفه لحالته: {وَابيَضّت عَينَاهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظيمٌ} [يوسف:84]

هاهو الهمُّ والحزن عاشه خير العباد ممن كان قبلنا ولكن السؤال الفارق الفاصل هو.. بأي شئ أصابهم الهم؟

[] إنظري إلى الهموم من منظور إيجابي إيماني:

* اعلمي.. أنه بالهموم تكفر الخطايا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» رواه البخاري.

واعلمي أن الله يربي على السراء والضراء عبده.. وعلى النعمة والبلاء، فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال..

* لا تجعلي همومك دنيوية بل إرتقي بها لتكوني ممن حملت همّ آخرتها وتذكري العقوبات التي وردت في السنة المطهرة لصاحب همِّ الدنيا ما رواه أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت الآخرة همَّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همَّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له» رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.

قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد: إذا أصبح العبد وأمسى -ليس همه إلا الله وحده- تحمَّل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرَّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه -حمَّله الله همومها وغمومها وأنكادها- ووكَّله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره، فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته...انتهى بتصرف.

* تذكري أن الله إذا آيسك من عباده وأحزنك منهم فإعلمي أنه يريد أن يؤنسك به سبحانه فلا تحزني.

* ترقبي الفرج بعد الكرب واليسر بعد العسر ولقد وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنه فقال له: «اعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً» رواه أحمد في السلسلة الصحيحة، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

الكاتب: بلقيس صالح الغامدي.

المصدر: موقع رسالة المرأة.